
أكد فيتاليك بوتيرين، المؤسس المشارك لإيثريوم، على ضرورة أن تُثبت منصات الطبقة الثانية القائمة على التجميع كفاءة وموثوقية أنظمة الإثبات قبل الانتقال إلى اللامركزية الكاملة. ووفقًا لبوترين، يجب أن تُطبّق اللامركزية فقط عندما يصبح احتمال فشل آلية الإثبات التشفيرية أقل من المخاطر النظامية المرتبطة بالتحكم المركزي.
تم طرح هذا المنظور استجابةً للنقاشات المتزايدة حول توقيت اللامركزية في حلول الطبقة الثانية. دعا دانيال وانغ، مؤسس Loopring، مؤخرًا إلى اعتماد شهادة "BattleTested" (اختبار المعركة) لمجموعات البيانات التي يمكنها إدارة أصول لا تقل عن 2 مليون دولار أمريكي بأمان لفترة زمنية طويلة. وسيتم إلغاء هذه الشهادة مع كل تحديث للشيفرة، مما يؤكد على الطبيعة الديناميكية والمستمرة للاختبارات العملية.
وأقر بوتيرين بأهمية مثل هذه المقاييس، لكنه أكد أن اللامركزية الحقيقية تتطلب أكثر من مجرد سجل حافل؛ فهي تتطلب بنية تحتية مرنة لا يمكن الثقة بها وقادرة على تحمل الضغوط الاقتصادية المستدامة والتهديدات العدائية، بما في ذلك تلك التي تدعمها الدول القومية.
يدعم الخبراء في مجال تقنية البلوك تشين هذا التحذير. سلط دومينيك جون، المحلل في شركة كرونوس للأبحاث، الضوء على أن المخاطر المترابطة - مثل ثغرات الوصاية المشتركة أو نقاط الاختناق الجيوسياسية - يمكن أن تُعرّض حتى أنظمة التوقيعات المتعددة المتقدمة للخطر، خاصةً عندما تتجاوز قيمة الأصول 100 مليون دولار. وبالمثل، حذّر مايك تيوتين، الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا في شركة PureFi، من أن اللامركزية المبكرة قد تُعرّض المستخدمين لثغرات أمنية حرجة.
مع أن اللامركزية لا تزال هدفًا طويل الأمد، إلا أنها ليست إنجازًا يُتوقّع التسرّع فيه. أكّد آرثر بريتمان، المؤسس المشارك لشركة Tezos، أن بعض منصات Ethereum Layer-2 البارزة تحتفظ بخصائص الوصاية. وأشار إلى أن الكيانات ذات الامتيازات غالبًا ما تحتفظ بالسيطرة على العمليات الأساسية، مما يجعل أصول المستخدمين عُرضةً لأعطال نظامية ومخاطر تواطؤ.
تؤكد تصريحات بوتيرين إجماعًا متزايدًا على أن اللامركزية ليست مجرد مسألة أيديولوجية، بل هي عتبة استراتيجية وتقنية يجب التعامل معها بتدقيق دقيق وأمن مُثبت.