
كشفت المملكة العربية السعودية عن استثمار تاريخي بقيمة 14.9 مليار دولار في الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية والتقنيات الناشئة، بالشراكة مع شركات تقنية عالمية رائدة. تم الإعلان عن ذلك خلال مؤتمر LEAP 2025 للتكنولوجيا في الرياض، مما يؤكد التزام المملكة بأن تصبح مركزًا عالميًا للذكاء الاصطناعي.
وفي 9 فبراير، أكد وزير الاتصالات وتقنية المعلومات السعودي عبدالله بن عامر السواحه هذا الاستثمار، مسلطاً الضوء على التعاون الاستراتيجي مع Google Cloud، وLenovo، وAlibaba Cloud، وQualcomm، وGroq، وSalesforce، وغيرها.
وقال أحمد الخويطر، نائب الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا والابتكار في أرامكو، شركة النفط العملاقة المملوكة للدولة في المملكة العربية السعودية: "إن أعمالنا (أرامكو) تتعلق بالحجم. ولهذا السبب نحتاج إلى الشراكة، ولا يمكن لأي شركة أن تفي بوعد الذكاء الاصطناعي".
البنية التحتية السحابية المدعومة بالذكاء الاصطناعي وتوسيع التصنيع
وكجزء من استراتيجيتها لتوسيع نطاق الذكاء الاصطناعي، وقعت أرامكو صفقة بقيمة 1.5 مليار دولار مع شركة جروك لتطوير قدرات الحوسبة السحابية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، مع خطط لتأمين اتفاقيات إضافية مع شركات الذكاء الاصطناعي الأخرى.
وفي مبادرة كبرى أخرى، دخلت شركة التصنيع العملاقة السعودية "آلات" في شراكة مع شركة لينوفو في استثمار بقيمة 2 مليار دولار لإنشاء مركز تصنيع وتكنولوجيا قائم على الذكاء الاصطناعي والروبوتات في المملكة العربية السعودية. كما ستنشئ لينوفو مقرًا إقليميًا في الرياض، مما يعزز مكانة المملكة العربية السعودية كقائد للتكنولوجيا في الشرق الأوسط.
شركات التكنولوجيا العملاقة تعزز منظومة الذكاء الاصطناعي في المملكة العربية السعودية
وأعلنت عدة شركات تقنية عالمية أخرى عن استثمارات كبيرة في قطاع الذكاء الاصطناعي في المملكة العربية السعودية:
- أطلقت شركات جوجل وكوالكوم وعلي بابا كلاود مشاريع ابتكار محلية في مجال الذكاء الاصطناعي.
- وقد تعهدت شركات Salesforce وDatabricks وTencent Cloud وSambaNova باستثمارات بقيمة 500 مليون دولار، و300 مليون دولار، و150 مليون دولار، و140 مليون دولار على التوالي.
النفوذ المتزايد للمملكة العربية السعودية في مجال الذكاء الاصطناعي والأسواق العالمية
تتماشى أحدث جهود المملكة العربية السعودية في مجال الذكاء الاصطناعي مع استراتيجيتها الأوسع نطاقًا لرؤية 2030، والتي تهدف إلى تنويع اقتصادها بما يتجاوز النفط وترسيخ نفسها كقائدة في تقنيات الجيل التالي.
وتأتي هذه الخطوة أيضًا في الوقت الذي تسعى فيه أرامكو، سابع أكبر شركة في العالم من حيث القيمة السوقية، إلى الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لتحسين العمليات ودفع التحول الصناعي. ويضع التقدم التكنولوجي السريع للمملكة بين أكثر المستثمرين طموحًا في مجال الذكاء الاصطناعي على مستوى العالم، حيث تتنافس مع الولايات المتحدة والصين وأوروبا في النمو الاقتصادي المدفوع بالذكاء الاصطناعي.
ويسلط التوسع في مجال الذكاء الاصطناعي في المملكة العربية السعودية الضوء على الدور المتزايد الذي تلعبه منطقة الشرق الأوسط في تشكيل مستقبل الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية والتحول الرقمي.