تعرضت منصة Pump.fun، التي تتخذ من سولانا مقراً لها، لإطلاق عملات memecoins، لانتقادات شديدة بسبب ميزة البث المباشر، والتي تحولت إلى عرض للمحتوى المتطرف والمزعج، بما في ذلك التهديدات بإيذاء النفس، وإساءة معاملة الحيوانات، والمواد الصريحة. ويحذر الخبراء القانونيون من أن المنصة قد تواجه اتهامات جنائية أو مدنية بسبب افتقارها إلى الاعتدال.
في 25 نوفمبر/تشرين الثاني، أعلنت المنصة أنها أوقفت مؤقتًا وظيفة البث المباشر إلى أجل غير مسمى، معترفة بمخاوف المجتمع. صرح المؤسس المشارك "ألون" على X: "نحن ندافع بقوة عن حرية التعبير، لكن من مسؤوليتنا ضمان عدم رؤية المستخدمين لمحتوى مثير للاشمئزاز أو الخطير".
إيقاف البث المباشر وسط ردود فعل عنيفة متزايدة
يُقال إن ميزة البث المباشر على Pump.fun، والتي صُممت في البداية للترويج للرموز، أصبحت حاضنة لأعمال مثيرة للجدل وغير قانونية. استخدم المطورون المنصة لتنظيم أعمال استفزازية، بما في ذلك تهديد أحدهم بالانتحار إذا لم يتم تحقيق القيمة السوقية للرمز، وإيذاء سمكة ذهبية أمام الكاميرا.
وأشار ميكو أوتاما، المؤسس المشارك لشركة Trading Strategy، في برنامج X إلى أن المنصات مثل Pump.fun تواجه خيارين: التنظيم الذاتي أو الإغلاق القسري في نهاية المطاف من قبل الجهات التنظيمية. وقال: "هذه البثوث تنتهك القوانين على الهواء مباشرة، وهذا من شأنه أن يدفع إلى اتخاذ إجراءات عندما تلاحظ وسائل الإعلام الرئيسية ذلك".
على الرغم من نجاحها كمنصة إطلاق رموز بدون أكواد، فإن عدم تدخل Pump.fun قد وضعها في مرمى نيران الجهات التنظيمية، خاصة وأن المنصة أنتجت العديد من رموز الاحتيال وعمليات الاحتيال.
الآثار القانونية والأخلاقية
ويشير المحللون القانونيون إلى المسؤولية المحتملة بموجب قوانين مثل المادة 230 من قانون آداب الاتصالات في الولايات المتحدة، والتي تحمي المنصات من المسؤولية المباشرة عن المحتوى الذي ينشئه المستخدمون ولكنها تتطلب تعديلاً مسؤولاً. إن الفشل في التصرف بشأن المحتوى الضار، وخاصة بعد الالتزام بالإزالة، قد يعرض Pump.fun لمخاطر قانونية، كما حدث في قضايا سابقة مثل بارنز ضد ياهو!.
ووصف يوري بريسوف من شركة Digital and Analogue Partners حوادث البث المباشر بأنها "سبب مشروع" للتحقيقات. وأضاف أن الإجراءات التنظيمية أصبحت أكثر احتمالية في ظل الأنشطة غير الخاضعة للرقابة التي تقوم بها المنصة.
تعديل المحتوى: تحدي مستمر
وعلى الرغم من ادعاءات ألون بوجود "فريق كبير من المشرفين يعملون على مدار الساعة"، فإن مراجعة كوينتيليغراف للوحة البث المباشر في 25 نوفمبر كشفت عن محتوى صريح وعنصري وعنيف. ويبدو أن بعض مقاطع الفيديو قد تمت إزالتها، لكن الحجم سلط الضوء على ثغرات كبيرة في الرقابة في الوقت الفعلي.
أقر ألون بوجود أوجه قصور في إدارة موقع Pump.fun وأشار إلى إمكانية تفعيل خيار NSFW لإخفاء المحتوى المتطرف، على الرغم من أن المنتقدين يزعمون أن هذا الإجراء غير كافٍ. وحث المشاركون في الصناعة على فرض رقابة أكثر صرامة أو إغلاق دائم لميزة البث المباشر.
عاصفة تنظيمية تلوح في الأفق للمنصات التي ينشئها المستخدمون
إن الجدل الدائر حول موقع Pump.fun يؤكد على المعضلة الأوسع نطاقاً التي تواجهها المنصات التي تعتمد على المحتوى الذي ينتجه المستخدمون. ومع عجز تقنيات الإشراف عن مواكبة الحجم الهائل من المحتوى المرفوع، يتوقع الخبراء تشديد الرقابة على المنصات التي تسمح بأنشطة ضارة أو غير قانونية.
لا يزال من غير الواضح ما إذا كان القرار الأخير الذي اتخذته Pump.fun بإيقاف ميزة البث المباشر سوف يرضي الجهات التنظيمية أو سوف يدفع إلى المزيد من الاستفسارات. وفي الوقت نفسه، فإن مستقبل المنصة ــ ومستقبل مستخدميها ــ معلق في الميزان.