ديفيد إدواردز
تواجه Coinbase، ثالث أكبر بورصة للعملات المشفرة في العالم، مخاطر مالية كبيرة وتدقيقًا متزايدًا في أعقاب هجوم تصيد منسق يتضمن تواطؤًا من الداخل.
كُشف عن الاختراق في 15 مايو 2025، حيث نفّذه مجرمو إنترنت رشاوى لمتعاقدي دعم العملاء في الخارج للوصول غير المصرح به إلى الأنظمة الداخلية. أدى ذلك إلى سرقة بيانات المستخدمين الشخصية، بما في ذلك الأسماء وعناوين البريد الإلكتروني وأرقام الهواتف والمعلومات المالية المحجوبة جزئيًا. والأهم من ذلك، لم يتم الوصول إلى أي كلمات مرور أو مفاتيح خاصة أو أموال، ولم تُخترق حسابات Coinbase Prime.
بعد الاختراق، طالب المهاجمون بفدية قدرها 20 مليون دولار أمريكي بعملة بيتكوين مقابل حجب البيانات المسروقة عن الجمهور. رفضت كوين بيس تلبية هذا الطلب، وعرضت مكافأة قدرها 20 مليون دولار أمريكي لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى تحديد هوية الجناة وإدانتهم. وتتعاون الشركة حاليًا مع جهات إنفاذ القانون لمواصلة التحقيق.
أثرت هذه الحادثة على أقل من 1% من مستخدمي المنصة الذين يتعاملون شهريًا، أي حوالي 84,000 ألف شخص، وقد استُهدف العديد منهم لاحقًا من قِبل منتحلي صفة ممثلي Coinbase. ردًا على ذلك، أعلنت Coinbase أنها ستعوض المستخدمين الذين وقعوا ضحايا لعمليات التصيد الاحتيالي هذه، مُقدّرةً إجمالي تكاليف المعالجة والتعويضات بما يتراوح بين 180 مليون دولار و400 مليون دولار.
ولمنع وقوع حوادث مماثلة في المستقبل، تتخذ Coinbase عدة تدابير استراتيجية:
- إنشاء مركز دعم العملاء المحلي مع تعزيز الرقابة وضوابط الوصول.
- تعزيز أنظمة المراقبة الداخلية لتحديد التهديدات الداخلية.
- تنفيذ إرشادات التوعية بالاحتيال وبروتوكولات التحقق من الهوية الإضافية.
- الشراكة مع شركات الأمن السيبراني ومحققي blockchain لتتبع الأموال المسروقة.
يُسلّط هذا الاختراق الضوء على التهديد المتزايد لمخططات الهندسة الاجتماعية في قطاع الأصول الرقمية. ووفقًا لمحللي تقنية البلوك تشين، خسر مستخدمو كوين بيس ما يقارب 45 مليون دولار أمريكي بسبب عمليات التصيد الاحتيالي في الأسبوع الذي سبق 7 مايو وحده. ويُقدّر أن تُكلّف هذه المخططات مستخدمي كوين بيس أكثر من 300 مليون دولار أمريكي سنويًا.
تعكس الاستجابة السريعة لشركة Coinbase وتعهدها بالسداد التزامها الأوسع بحماية العملاء وسلامة المنصة وسط مشهد الأمن السيبراني سريع التطور.
